عندما يتحول الحب الى ألم فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نغفر نزوات من نحب ..ونتحمل تقلباته .. فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نتحول إلى محللين نفسيين لمن نحب فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نرفض الكثير من مبادئه ومن أخلاقياته وسلوكه ..ونأمل أن نغيره بمرور الوقت ..فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نعرض أمننا وسلامتنا وحتى صحتنا للخطر من أجله ... فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نشير إليه في حديثنا قائلين ..هي أو هو ..فقط ..فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نقرأ قصيده أو مقاله او كتابا ..فنضع خطوطا تحت مايحبه .. وماينفعه ..فنحن نحب أكثر من اللازم
فهل مررت بهذه التجربه في حياتك ! أو مررتي بها الآن ؟
انني أرجوك ألا تقعي بها في المستقبل .. والذين مروا بهذه التجربه يعرفون أنها أقسى مايمر بالإنسان من تجارب ... وأنها العذاب بعينه .. والمهانة ..وإهدار الكرامة ...والتحطم . إنها تجربة إدمان مثل إدمان الدخان والكوكايين والهيروين
وهو تشبيه قاس ومرير ومؤلم ولكنه حقيقي ..ولابد من استخدامه والتلويح به ..حتى يستطيع من يمر به أو تمر بهذه التجربة أن يشفى منها
والسؤال الأول بعد هذه المقدمة : لماذا يحاول عدد كبير منا أن يبحث عن شخص يحبه ؟
والسؤال الثاني : لماذا نختار عادة شخصا متعبا ولا يستحق حبنا لنحبه؟
والسؤال الثالث : لماذا كلما ازداد سوءا زاد حبنا له ؟
والسؤال الرابع : لماذا يتحول هذا الحب الى إدمان؟
والسؤال الخامس : كيف نتخلص من هذا الإدمان؟
ولكن قبل أن نعرف الإجابة على هذه الأسئله.. لابد من تعريف للحب .. والحب الأكثر من اللازم ..وتعريف الحب قلنا عنه وقال غيرنا مايملأ مجلدات ولكنني اختار من آلاف التعريفات ماقلته قبلا أن الحب طاقة وكل منا يحمل طاقة معينه من الحب يريد أن يطلق عقالها .. وهي ككل طاقة أخرى يمكن أن تسعدنا .. ويمكن أن تدمرنا .. مثل طاقة النار .. وطاقة الذره .. النار يمكن أن تدفيء ويمكن أن تحرق .. الذرة يمكن أن تصنع السلام ويمكن أن تدمر العالم .. والحب أيضا ..
أما الحب الأكثر من اللازم فتعريفه كما جاء في السطر الأول من هذا الحديث .. إنه الحب عندما يتحول إلى ألم ..
ونعود الى الأسئلة ..لماذا يحاول كل منا أن يبحث عن شخص يحبه ؟
علماء النفس أجابوا على هذا السؤال إجابة غريبة ولكنها حقيقية إننا جميعا خائفون أن نكون وحدنا في هذا العالم .. نحن خائفون من الوحدة .. ونحن خائفون من ألا نكون محبوبين .. ونحن خائفون من ألا يكون لنا قيمة .. ونحن خائفون من ألا نجد من ننتمي اليه .
أنت تحبين فأنت خائفة ..تماما مثل ديكارت ..أنا أفكر اذا فأنا موجود ...وأنت تحب فأنت خائف ..الحب اذا مبعثه الخوف ..أساسه الخوف ...وكلما زاد الخوف ازداد الحب ..
السؤال الثاني ..لماذا نختار عادة شخصا متعبا ولا يستحق حبنا ..علماء النفس يقولون أن في نفس كل منا مصلحا يريد أن يهدي الآخرين ...وهو يختار بلا وعي شخصا يستطيع أن يصلحه ... أو يستصلحه .. أن يقوم بدور الأب أو الأم والشقيق لرعاية هذا الشقي أو كلما ازدادت شقاوته زادت رغبتنا في اصلاحه..
والأم تحب ابنها الشقي المتمرد وتحنو عليه ..وتهتم به أكثر من بقية اخوته .. وهذا يعتبر إجابة على السؤال الثالث ..أما الرابع فهو لماذا يتحول الحب إلى إدمان ؟
فذلك الآخر يتحول بمرور الوقت إلى ضرورة ... ضرورة نفسيه وجسدية أيضا .. ويصبح ضرورة كالسيجارة عند المدخن ..تؤذيه ولكنه لا يستغني عنها ..تملأ رئتيه بل جسده كله بالنيكوتين السام ..والقار ولكنه يزداد شراهة للتدخين بمضي الوقت , الحب الأكثر من اللازم سيجارة ..تحرقنا ولا نحرقها ..وتقودنا إلى المرض والموت .. ولا نستغني عنها..
يبقى السؤال الأخير والهام ....كيف الخلاص ؟
والخلاص من هذا النوع القاتل من الحب _ كما ينصح علماء النفس _ لا يأتي بالتدريج ولكن في لحظة ...لحظة نقرر فيها أننا سنتوقف عن حب هذا الآخر ...سنتوقف عن محادثات الهاتف .. وعن الرسائل الخفيه ...وعن لقاءات المختلسة ...وأهم من هذا كله ... سنتوقف عن التفكير فيه ...سنسقطه من حسابنا تماما ...سنعتبره مات ..دون أن نقيم عليه مأتما وعويلا .
************************************************** ************
ونعود لبداية الحديث .....
عندما يتحول الحب إلى ألم ...فنحن نحب أكثر من اللازم ...ويجب ألا نمر بهذه التجربة ...فالحب هو أعظم سعادة ..خاصة عندما يوضع في إطاره الشرعي ...الزواج ... أما إذا تحول إلى عذاب فيجب أن نتخلص منه ..فلماذا نعذب أنفسنا ؟؟
عبدالله باجبير...من كتاب الحب الأكثر من اللازم
__________________________________________________ _____________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقا على الموضوع
أن من يبحث عن اللذة في غير مرضاة الله تنقلب هذه اللذة وبال عليه فيشقيه الله بما كان يأمل أن تكون فيه سعادته
الحقيقة لي بعض التعليقات على الموضوع
عندما تتحول النعمة الى نقمه
و عندما يتحول الحب الى ألم
عندها يجب ان نتوقف لنتسائل !!
ما لسبب هل هو الحب الزائد عن اللزوم كما وضح الكاتب ام هو شيء اكبر وأعمق
نعلم جميعا ....؟
إن مدار العبودية على ثلاث ركائز
المحبة الخوف والرجاء ........فنحن نعبد الله حبا فيه وخوفا منه ورجاء لثوابه .
والمحبة في اطارها الصحيح يجب ان تكون لها ضوابط.......... ؟
وذلك أن تكون محبه الله تعالى تتقدم عندنا على جميع المحاب , فإذا تعارض حب الله وحب غيره سبق حب الله تعالى حب ما سواه ,,,؟
وما أكثر ما يقدم العبد ما يحبه ويهواه على ما يحبه الله تعالى , وسنة الله فيمن هذا شأنه أن ينكد الله عليه محابه , وينغصها عليه , ولا ينال منها شيئا الا بنكد وتنغيص جزاء له على إيثاره هواه على محبة الله تعالى , وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يدفع , أن من أحب شيئا سواه عذبه به ولا بد , وأن من خاف غيره سلط عليه , وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه , ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه , ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه
ولابد لذلك فمن احب حبا زائد عن اللزوم صرف بعض من ركائز العبودية لغير الله ,, ولكن ليس كل حب يندرج تحت هذا النوع ولكنه الحب الذي يسيطر على حياة الانسان .. فنحن كما نعلم الانسان عقل مفكر وجوارح متحركة فلو صرف الانسان جل تفكيره في هذا المحبوب وسخر كل جوارحه للتعبير عن محبه هذا المحبوب وخدمته لذلك وعندما نصل لهذه الحافه يجب ان نتوقف
لا لشيء الا لاننا نعلم يقينا ان هذا المحبوب سيكون اكبر منغصات حياتنا كما هو ملاحظ وكما قرر الكاتب لذلك هنا يجب ان نتوقف للنفض ايدينا من هذا المحبوب ونمضي ... وكما قال الكاتب في مقالته ان الشفاء من هذا النوع من الحب لا تكون بالتدرج انما في لحظة يسيطر فيها العقل على العاطفة لحظة تتجلى فيها الحقائق امام المحب ليعرف ان كل ذلك خطأ يجب ان يصحح ويتخذ القرار الحاسم في لحظة يدع كل شيء هكذا ويمضي بلا توضيح ولا تبرير هذا هو العلاج الناجع عندها فقط يتحرر الانسان من اغلال هذا الحب فيعود مرة اخرى ذاك الانسان الذي كان يبغي وعند كل تفكير بالعودة يشعر بذلك الخوف الذي يشعر به مدمن الدخان اذا تركه فهو يعلم يقينا ان اول سيجاره هي الدمار والعودة للألم مرة اخرى كذلك المحب يعلم يقينا ان اول كلمة مع المحبوب سيكون بداية الدمار مرة اخرى فينأ بنفسه عن ذلك الحب الفاسد .,,؟