اعذريني
لم اعد قادرا إلا على السكوت..
أنت ابتعدت.. وأنا سجين في بطن الحوت..
ما كنت اعلم يا صغيرتي أن حبنا موقوت..
ما ظننت أن يندثر لمعان الياقوت..
و الآن يا بعيدة.. أنا وسط التابوت..
اعذريني
لن أستطيع تدارك الموقف..
واقعنا مر.. و حاضرنا مؤسف..
لعلي بالمشاعر عليك كنت أنا المسرف..
فنضب معين الحب... و فاض حقدنا المقر ف..
اعذريني
أخيرا سألعب دور القوي المخيف..
في حروف.. بيني و بيني..
فلطالما كنت أمام عينيك اضعف من ضعيف..
لطالما جففت مشاعري..
فكانت هي الأوراق وكنت أنت الخريف..
لا اقبل.. اعترض.. ارفض..اكره... لن أضيف...
قوتي فقط في كلمات... يا لواقعي الطريف...
اعذريني
لم يعد للجراح في قلبي مكان...
بين جرح و جرح هناك ندبة أحزان...
كنت أنت الماء وكان قلبي البستان...
و إذا فقد الماء... صار الأخضر أندر الألوان..
عندما كنت تائها كان حبك العنوان..
وعندما تاه حبك..
صرت مشردا..تائها..عديم الكيان..
بدونك يا صغيرتي أنا لست إنسان..
اعذريني
حتى وأنا قوي..
مجرد ذكراك تجعل الضعف صفتي..
ولن أريق ماء وجهي بصمتي..
سأتكلم الآن بلغتي..
اعذريني
مللت تسولي إليك..
سأمت خوفي عليك..
كرهت..ملمس يديك و تورد شفتيك و بريق عينيك..
كرهت كون هروبي منك إليك..
و الآن يا صغيرتي.. أعلنت الحرب على مقلتيك...
اعذريني
من الآن فصاعدا..فلتذرفي الدموع..
فلتحلمي و تتوهمي و تمني الروح بيوم الرجوع..
و اعلمي أن الرجاء فيّ بعد اليوم مقطوع..
و اعلمي أن رأسي سيبقى دائما مرفوع..
و احلمي ثم احلمي و احلمي بيوم الرجوع..
اعذريني
سأذيقك طعم حيرة الأوهام..
و سأطاردك في اليقظة و الأحلام..
شبح مجروح يريد الانتقام..
ساهر يلعن الظلام و يحسد النيام..
اعذريني
بخيانتك يا صغيرة.. أنت طرقت الباب..
فاشهدي أني خير من يرد الجواب..
لن تجدي بين ذراعي بعد الآن أي ترحاب..
فليس لك مني بعد اليوم...إلا
العذاب و اشد العذاب..
اعذريني
سأنثر النغمات و انظم الألحان..
وسأكتب الشعر..
وان كنت عجزت عن ضبط قصة حبنا..
سأضبط الأوزان..
و سأجعل الدمع يفيض من عينيك..
فتصبح خطوط وجنتاك سهول ووديان..
سأعوض الآن.. عن كل ما كان..
وقت السداد يا صغيرة... قد حان..
اعذريني
لن اغفر لك زلة..
و لن أداوي لك علة..
فمثلك من النساء كثير.. و مثلي من الرجال قلة..
و هل بذلك سأكتفي..؟ كلا و كلا..
اعذريني
سأحطم الأسوار و اهدم الجدار..
سأهدر دمك في الحب..شر إهدار..
و لتبكي لي و نوحي. .و ثوري تارة كالإعصار..
و تمسكني تارة..كالثعلب المكار..
اعذريني
لن تفلح ألاعيبك هذه المرة يا فتاة..
لن تغريني بصوت ناعم مدلل..يعيد لحبنا الحياة..
فالحب بيننا طفلا.. قبل أن يبلغ أشده تاه..
و أعدك في لمح البصر سأنساه..
فقد أذل فكري.. واتعب قلبي و أعياه..
اعذريني
أنا كما عهدتني.. عنيد..صاحب مبدأ...
و بدموع نساء الدنيا.. مبادئي لن تصدأ...
دعيني الآن بسلام...عل قلمي يهدأ...
اعذريني
لن أكون ذلك الخاتم في ذلك الإصبع..
و على الحب السلام..مادام أساسه قد تصدع..